دور نهضة العلماء في استقلال إندونيسيا
تعتبر جمعية نهضة العلماء بإندونسيا (Nahdatul Ulama) من أكبر جمعية إسلامية رسمية بالعالم، وهي تلعب دورها في المجالات الدينية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية، فإنها تمثل منتدى يتحرك في تنمية العقلية والتي تحافظ على تحقيق الوحدة والنزاهة بين المسلمين.
هذه الجمعية أسسها هاشم أشعري في 31 يناير 1926، وهو رجل ولد في 10 أبريل 1875 بقرية غيدانغ ( Gedang ) جومبانغ جاوة الشرقية، مختص في العلوم الدينية منها التفسير والفقه والحديث، وقد لُقب بالبطل لمشاركته في دعم جهود استقلال إندونيسيا وكان ذلك من خلال تحريك الناس عبر الفتوى بوجوب الجهاد لمجابهة المستعمرين الهولنديين في 22 أكتوبر 1945. فاندلعت الحرب في سورابايا في 10 نوفمبر 1945، والتي فيما بعد تعرف بيوم البطل ( Hari Pahlawan ).
بعد أن تحقق الاستقلال وتسعى جمهورية إندونيسيا بإنجاز أيديولوجية الأمة التي لا يمكن فصلها عن انجازات القادة الأبطال خلال الفترة الاستعمارية، من يابان وهولندا. وأعلام جمعية نهضة العلماء هم المناضلون المسلمون وهم الذين يعرفون باسم سانتري (Santri) و كياي (kiai).
وارتبطت روح هاشم أشعري في دعوته بفكرة مناهضة الاستعمار منذ دراسته في مكة المكرمة، وقام بنقل فكرته وموقفه إلى ابنه وحيد هاشم. وبسبب مواقفه الرافضة للاستعمار تمّ الزجّ بكياي هاشم أشعري في السجن في جومبانغ في نهاية أبريل 1942، ثم نُقل إلى موجوكرتو (Mojokerto). ثم نُقل مرة أخرى إلى سجن سورابايا. تعرض كياي هاشم أشعري للتعذيب أثناء اعتقاله في اليابان في ذلك الحين. إلا أن عزيمته لم تتلاش، واستمر في النضال والدفاع عن استقلال جمهورية إندونيسيا بالإشارة إلى أنّ “حب الوطن من الإيمان” ممّا يعني أن حب الوطن هو جزء من الإيمان.
إن أعلام نهضة العلماء هم مناضلون صامدون من أجل الحصول على استقلال الأمة الإندونيسية والدفاع عنها، وتعتبر نهضة العلماء هي إحدى الجمعيّات التي تلعب دورًا هامًا في استقلال الأراضي الإندونيسية، على الرغم من أن تاريخ دور السانتري والكِياي لم يتم تسجيله في الصفحات التاريخية قبل أن يتم تنظيمها بدقة في جمعية نهضة العلماء، وهي حصن للتفاهم الديني الذي تتميز به إندونيسيا بحيث لا يكون هناك تعارض بين الدين والوطنية. لأن إندونيسيا دولة تضم أكبر عدد من المسلمين. لذلك ، فإن نهضة العلماء لها دورٌ مهمٌ في سلامة الدولة الإندونيسية ووحدتها.
كتبه : أمين حافظين
راجعه : عبد الله عزام