تحقيقات

نهضة العلماء سفير السلام للعالم

يتمثل الإنسان خليفةً في الأرض عملا من سنن الله عز وجل حيث وهبه العقل فضلا عن سائر الخلق لاستكمال هذا التكليف الإلهي. فبالعقل يميز الإنسان ما هو خير وما هو شر، فمدى أحسن استغلاله ينتج المصالح وينظم الحياة في العيش الكريم . وقد مر التاريخ البشري أنه لم تخل إنجازات حياتهم عن الدين، بالرغم أنه لم تمسّهم فنون أو علوم. فالإنسان المتديّن يقصد الأمن والاطمئنان عبر ما يعتقده ولكن قد يكون البعض يسب أخاه الإنسان سواء كان من نفس الدين أم خارجه، كما  تبلور الصراع  وشتّى النزاع بين العقل والنقل فيما وقع بين مذاهب الفرق. ومثال السبّ والعنف بين مختلف الأديان كقضية الإسلاموفوبيا يطرحها بعض الغرب والمستشرقون حتى الآن بقصد طعن الإسلام ومسألة التعصب وعدم السماحة كحوادث في الهند والبورما.

أليس الإسلام يكون للسلام؟ وقد جاء رحمة للعالمين وهو على فطرة الإنسان الذي يحب الخير والبر ويرغب في الرحمة والمحبة. كما أنا نجد العديد من الآيات القرآنية تشير إلى السلم والأمن وتدعو إلى التعارف مع الآخر مثل سورة الحجرات :13. وإذا نظرنا في داخل الإسلام، نجد أنه ما زال الصراع بين الفرق الإسلامية في مناهجهم ومدى استغلالهم العقل كآليات التفكير، وكذلك ما يهاجمنا أغلب المستشرقين بالمطاعن التي لا تليق أصلا للإسلام. فشبابنا اليوم ينبغي عليهم بعد اعتبار المذكور إيجاد المنهج الصحيح وتطبيق لبّ تعاليم الدين وهو ما يشير إليه قوله تعالى : ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾.

وقد شجّعت على ذلك جمعية نهضة العلماء منذ تأسيسها بل من قبلُ كجهود علماء نوسانتارا في مراسلة المملكة السعودية والذهاب إليها في أوائل سيطرتها على الحرمين  حينما جعلت الوهابية كمذهب رسمي لها.

 ومن هؤلاء العلماء جلّهم من مؤسسي نهضة العلماء. فهذه الجمعية تقدّم المنهج الصحيح في الدعوة وتشرع على سبيل الحوار  وتصوّر الإسلام بالمنهج الوسطي وهو كما ذكره الشيخ هاشم مزادي – رحمه الله-  ” التوازن بين العقيدة والتسامح”  وهذا ما وافقه الراغب الأصفهاني بأنه “يقصد المصُون عن الإفراط والتفريط” فالإسلام دين الأخلاق  والقيم  والرحمة والمحبة والسمحة لا عنف وظلمَ فيه ولا إهانة أو تلاعُب فيه وهو كذلك ليس باللبيرالية  ولا يكون مثل ما أبرزه الخوارج والمرجعة والخوارج اليوم (داعش) ولا هو الوهابية كما اشتكاه الإمام الشهيد رمضان البوطي – رحمه الله – في اتصافه بأنه أحد ثلاثة أسافين زرعتها بريطانيا في العالم الإسلامي وهي :

  1. الوهابية في جزيرة العرب
  2. البابية والبهائية بإيران ثم امتدت إلى مصر
  3. القاديانية في الهند

فعلينا بنهضة العلماء وهي جمعية الدينية الاجتماعية تحقّق لب الإسلام وتنظّم حياة الفرد والمجتمع معًا؛ كما كانت تساهم للدولةَ في تحقيق صلاح الأمة والرعية رغم مختلف الأديان عملا بـ”بنجاسيلا”، فتعدّدت المدارس والمعاهد والجامعات تمشي على منهج نهضة العلماء. ومن تلك المؤسسات التربوية التي قد تطلق عليها باسم “فندوق بيسانترين” يتجلّى إسهام عظيم ودور كبير من هذه الجمعية . فطوبى لرجال الغذ بحضرة نهضة العلماء دفاعا عن الإسلام وعن الوطن وهي تشُدّ العلاقة بين الدين والدولة صلة وثيقة لا انفصالَ بينهما.

وهكذا يهمّ للطلبة الإندونيسين “النهضيين” في الخارج أن يقدموا صورة إسلام نوسانتارا الذي وصفه الشيخ ميمون زبير -رحمه الله- بأحسن التديّن بالإسلام وأقوم الطرق، لأنهم ليسوا بسفراء العلمِ فحسب بل هم سفراء الثقافة والأخلاق الكريمة في نفس الوقت، كشأن نهضة العلماء الذي برز لإثبات الإسلام في كل أنحاء العالم على مبدإ السلام. فبالحوار كان دور العقل منسجما لتحقيق ما ذكره القرآن “أمة وسطا”لا إفراط ولا تفريط في الدين .

كتبه: فوزان

راجعه: عبد الله عزام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى